رواية kidnapped bride الفصل 09

جميع الفصول موجودة في kidnapped bride

 

Predatory Bride

 

الفصل التاسع

 

في الصباح الباكر عندما لم يطل الفجر بعد، استيقظت لوسينا فجأة! لكنها ظلت مكانها دون حراك… مذهولة! رمشت جفون عينيها،فيما اذناها ترنان ورأسها ينبض من الألم،لقد كانت تلك أعراض الزكام.

‘لكن أين هذا المكان؟  لماذا لم توقظني الخادمات؟’سألت لوسينا نفسها  باستغراب!! فكل صباح كانت البارونة تشرب الشاي الساخن،لذا عليها ان تركض حالاً إلى المطبخ وتغلي ماء الشاي…لكن!عندما كانت على وشك النهوض أصيبت بدهشة اكبر،وقد رات منظراً مختلفاً تماما عن المعتاد،فمن خلال العشب أمامها تناهى لمسامعها نعيق الحشرات وفرقعة الخشب المحترق .

عندها فقط أدركت لوسينا أن هذا المكان لم يكن منزل البارون؛ويبدو أنها قد فقدت استيعابها لفترة بسبب عاداتها القديمة.

“هل انتِ مستيقظة؟”

أُعيدت إلى الواقع بصوت هاكان،الذي حافظ على اشتعال النار حتى الصباح.

“نعم.”

هل أشعل النار الليل كله؟ يبدو أنه لهذا السبب كانت دافئةً طوال الوقت أثناء نومها ولم تشعر بالبرد، لقد أُخمِدت جميع نيران المعسكر التي أشعلها الجنود الآخرون وتصاعد الدخان منها ، لكن شعلة لوسينا كان لا يزال لهيبها مشتعلاً .

”انها جافة،إرتديها.”

في الليل قام هاكان بتجفيف تنورة لوسينا المبللة بواسطة النار لذا كانت جافة تماما الأن ،عندها فقط أدركت لوسينا أنها كانت ترتدي فقط تنورة سفلية رقيقة القماش وسيقانها مكشوفة.

” اوه هذا…… سأغسل وجهي … ”

شعرتْ بالحرج الشديد لدرجة أنها لم تستطع أن تقول شكراً لهكان بشكل صحيح.

“لا تذهبِ بعيدا.”

” حسناً”

رَكضَتْ بعدها نحو منبع الماء كما لو كانت تهرب وهي تحمل تنورتها المطرزة بين ذراعيها.

لحسن الحظ ، كان جدول الماء أمامها مباشرة ، لذلك لم يكن عليها الذهاب بعيدًا.  نظرت لوسينا حولها وارتدت على الفور تنورتها الطويلة… بالأمس تدحرجت في العشب تحت المطر ، لذا لابد أن هيئتها الآن في حالة سيئة للغاية، بالأخص وجهها.

حاولت لوسينا على الفور رؤية انعكاس وجهها في ماء النهر،لكن! كان لا يزال المكان مظلما لأنها لم تشرق بعد، لكن هي تستطيع أن ترى بوضوح حتى عندما تكون وسط الظلام، وبفضل ذلك ، قبل عشر سنوات ، عندما هربت إلى الغابة ، تمكنت من العثور على طريقها بسهولة بدون الحاجة لشعلة…عندما فتحت لوسينا عينيها على مصراعيها ، اتسعت حدقاتها وأضاءت بإشراق.

“آه ، لقد ساءت البقع على وجهي.”

نظرت إلى وجهها المنعكس في ماء النهر وبحثت بسرعة تحت تنورتها، كانت ترغب في وضع مسحوق الزينة المتبقي ، لكن بغض النظر عن مقدار بحثها بين الثنايا لم تجده، شعرت ببعض الإستياء لابد أنه قد ضاع منها حين سقطت البارحة في الجرف .

‘ماذا أفعل؟.’ في وقت سابق ، لم يكن هناك ضوء ، لذلك لم يستطع هاكان رؤية وجهها بشكل صحيح ، لكن عندما تشرق الشمس قريبًا ،لن تتمكن من إخفاء شكلها عنه،لذلك يجب أن تساعد  نفسها على الشفاء، وضعت لوسينا يديها على الفور فوق خديها لكن صوت الدوس على العشب استوقفها.

“…  …  ! ”

“لا تشفي نفسكِ، سوف تتحسن من تلقاء نفسها مع مرور الوقت “.

نظرت لوسينا حولها إلى الصوت غير المألوف ، فوجدت طفلاً يرتدي عباءة صغيرة!،مشى نحوها صبي صغير ربما يبلغ من العمر ست سنوات، ومع ذلك ، كان مظهره غريبًا جدًا، في البداية اعتقدت أنه طفل ، لكن يبدو أنه ليس كذلك وعلى الغالب أن تخمينها لم يكن صحيحاً… الأمر الأكثر غرابة هو أن جنسه كان غامضًا ويصعب تخمين ما إذا كان ذكرًا أم أنثى،وإذا حكمنا من خلال قِصر قامته بشكل استثنائي ، فقد كان  طوله مناسبًا لطفل،كان الشعر المجعد والخدين الممتلئين لطيفين للغاية.

“من انتَ؟”

“اسمي بوكا.”

“بوكا؟”

سمعت هاكان وتوران أمس يقولان إن روح قزم يدعى بوكا يعيش في الغابة الماطرة.  قالوا إن لم تمنحه الفول السوداني ، فسوف يلعب الألاعيب المؤذية،هل يمكن أن يكون الصبي الصغير المسؤول عن هطول الأمطار الغزيرة على الغابة أمس؟ لكنه لا يبدو مثل قزم! …  …  .

“صحيح انه انا، ألا يمكنكِ اعطائي بعض الفول السوداني؟”

كان من السخرية بعض الشيء أن يضحك مع أنيابه الصغيرة المكشوفة، بالأمس،فبسبب هذا الرجل الصغير واجهت المصاعب،لذلك لم تبدو تعابيري لطيفة.

“…  …  ! ”

ضحك بوكا كما لو كان قد قرأ أفكار لوسينا.  بوكا ، الذي كان يضحك ببراءة لفترة من الوقت،حدق فجأة في لوسينا بوجه جاد.

“هل أنتِ من عِرق مختلط؟”

“هـاه؟”

لأول مرة في حياتها ،القت لوسينا نظرة مستهزئة.

فعلى الرغم من أنها كانت طفلة غير شرعية ،إلى انه كان من المؤكد أن والدها من بريون،ولكن هل المرأة التي انجبتها من مملكة أخرى؟ هي لم تكن تعرف،ولا تريد أن تعرف.

“أشم رائحة القمر،ربما أنتِ من دم مختلط ، ولدتِ بين عرق قمري وإنسان،حتى لو حُبستي في الظلام ، فإن عينيك ستلمعان مثل القمر لتتمكني من الرؤية أمامك، كما انكِ تستطيعين ايضا شفاء الجروح وتنقية الأرواح “.

“…  …  ! ”

أي نوع من الهراء هذا الذي يشبه حكايا الأساطير ؟  لكن لم يكن كل كلامه عنها خطأ،كيف يستطيع هذا الطفل الصغير معرفة قدرات الآخرين؟  هل الطفل حقا روح قزم؟  كانت لوسينا مرتبكة.

“انكِ مميزة للغاية.”

تحدث بوكا بكلمات غير مفهومة ومربكة، فكيف لها أن تكون كيانا مميزا وهي قد تعرضت للضرب يوميا حتى بلغت العشرين من عمرها، وعوملت معاملة اسوء من معاملة الحشرات وبالنتيجة أصبح  احترامها لذاتها متدنٍ،ونطقها للكلام غير مفهوم، ولا تعرف حتى  كيف تقرأ؟ وليس هذا فقط، فهي لا تملك وجها جميلا وجسدها الضعيف كان نحيفا جدا،انها حتى لا تستطيع الإعتراض على بيعها هنا وهناك مثل العبد، إذا كانت مميزة بهذا المعنى ، فهو لم يكن مخطأ على الإطلاق.

“هناك أشخاص يملكون قدرات مقدسة في هذا العالم ، لكن معظمهم لديهم مهارات محدودة أو غير ذات أهمية، لكنكِ الوحيدة التي تتجاوز قدراتها شفاء البشر، فأنتِ قادرة على شفاء المخلوقات الأخرى أيضاً، تعرفين هذا بالفعل ، أليس كذلك؟ ”

“…  …  . ”

ذُهِلت لوسينا وحبست أنفاسها للحظة وهي تنظر إلى بوكا، في هذه المرحلة لم تستطع تجاهله لأن ماقاله لم يكن محض هراء  أطفال، كيف له أن يرى من خلالها؟  باستثناء كونها كياناً مميزاً ، فإن كل شيء أخر قاله لم يكن خطأ.

في الواقع ، لقد شفت مخلوقات غير البشر في الماضي،وقبل عشر سنوات ، شفت جناح تنين مصاب ، وقبل ذلك ، كانت قد شفت أيضًا العديد من القطط والكلاب المريضة، ومع ذلك ، لم تكن كلمات الطفل مقنعة.

”بالطبع ،هناك ما لا يمكنك فعله وهو شفاء قلب الشخص المتألم، إنه شيء حتى القديسون لا يستطيعون فعله”

لا أريد أن أصدق ذلك ، لكن لماذا تقول الأشياء الصحيحة فقط؟فلو كنتُ قادرة على شفاءِ ألم  وجراح قلبي،لما كانت دواخلي الآن ممزقة ومهترئة مثل قطعة قماش بالية.

“لكن يجبُ ألا تسيءِ استخدام قدرتكِ،لذا عليكِ استعمالها فقط عندما تكون حياتكِ على المحك أو عندما تكونين بعيدة عن عيون البشر، ففي اللحظة التي سيتم فيها الكشف عن قدرتك للعالم، ستصبحين هدفًا للجشعين،وكل أنواع الأشرار في العالم سوف يتجمعون عليكِ مثل سرب من النمل،لذا قومي بإخفائها جيدًا حتى لا يتم اكتشافها “.

“…  …  ! ”

نظرت لوسينا إلى بوكا  بعيون محتارة ، لكنها لم تجبه أو تطرح أي أسئلة، كانت القصة التي رواها بوكا الذي ظهر من العدم مذهلة ، لكنها ما زالت لا تستطيع قبولها أو تصديقها،لكنها دخلت في حالة ذهول  كما لو انها ممسوسة.

“لوسينا!”

عادت لوسينا إلى رشدها عندما سمعت صوت هاكان.

متى أصبحت الشمس مشرقة  بهذا الشكل؟تساألت بخوف! فهي لاتريد أن تظهر له وجهها القبيح،ومما زاد الطين بلة ان هناك مشكلة أخرى تواجهها،فهي تعتقد بأنها أصيبت بنزلة برد بسبب تعرضها للبلل من  المطر بالأمس،شعرت بقشعريرة في جسدها وطرق رأسها من الألم، وبدأت اعراض الحمى تظهر عليها.

“أيها الصبي الصغير، توقف.”

لقد أرادت قول وداعا لبوكا ، لكنه اختفى بالفعل دون أن يترك أثرا،حدقت لوسينا أمامها  بنظرة فارغة بينما كان هاكان يتقدم للأمام،لكن عندما رأت تعابير وجهه قد تصلبت، شعرت بالعار لدرجة انها أرادت إيجاد جُحر فأر لتختبئ فيه ، لكن الأوان كان قد فات بالفعل،فلابد أنه قد رأى البقع البشعة المنتشرة على وجهها.

أصيب هاكان بالدهشة حين رأى وجه لوسينا،فلم تظهر البقع الحمراء فقط، ولكن بشرتها وشفاهها كانت جافة أيضاً، وضع يده على جبينها.

“لديكِ حمى.”

“أوه ، أصبت بنزلة برد …  ….. . ”

ردت عليه بهدوء كما لو ان قلقه غير ضروري، لكن تعبير هاكان كان شديد الخطورة،في نفس اللحظة  جاء توران ورجاله بحثًا عن هاكان ، وكانوا أيضًا مذعورين لرؤية وجه لوسينا.

‘كنتُ أعرفُ هذا يا للإحراج’ لكن ليس عليهم  أن  يتفاجأُو وكأنهم رأوا شبحا مخيفاً…فالطفح الجلدي سيهدأ  في غضون أيام قليلة ولن تكون عوارض الإصابة بالبرد شديدة،لذا على هذين الرجلين الا يقلقا علي كثيرًا.

“أنا بخير…  …  . ”

ابتسمت لوسينا بتعبير مُحرَج، لكن تعابير هاكان وتوران الجادة لم تختفي على الإطلاق ، وخرجت كلمات غير متوقعة من فم توران.

“ايها الملك العظيم،يبدو وكأنه وباء، لا بل هو الجدري.”

على وقع كلام توران، اتسعت عيون هاكان بقلق،وسرعان ما غمغم رجاله وتراجعوا عندما رأوا وجه لوسينا، وانكمشوا من الخوف،أليسوا محاربين شجعان لا يستسلمون أبدًا في أي معركة؟  لكنهم ارتجفوا وكأنهم سقطوا في نار جهنم، كما لو كانت لوسينا أكثر الأشياء التي يخشونها في هذا العالم،لقد بدو في عجلة من أمرهم للهرب ، وكانت تعبيراتهم مليئة بالحذر والكراهية تجاه لوسينا.

“لا تقلق انه فقط الزكام.”

على الرغم من أن لوسينا ابتسمت وشرحت مرة أخرى ، بدا الأمر وكأنه عذر سخيف في أعينهم التي مازال الخوف يملئها، حتى من وجهة نظر هاكان ، كانت حالة لوسينا خطيرة للغاية بحيث لا يمكن وصفها بالزكام،فمنذ زمن بعيد ، اجتاح الجدري القارة بأكملها ، بما في ذلك تيار، كانت اعراض ذلك المرض الرهيب شبيهة بحالة  لوسينا تماما لذا هي تبدو وكأنها تعاني من الجدري، لكن البقع الحمراء على وجهها هل هي حقا بسبب البرد؟ او مجرد حمى بسيطة؟.

‘انه ليس مرض الجدري،هل تبدو بهذا السوء؟’ فكرت لكنه كان من الطبيعي ان يكون هناك ما يكفي من سوء الفهم،فمع ارتفاع الحمى تصبح البقع على الوجه أكثر بروزًا،لكن رغم ذلك هي ترغب في توضيح سوء التفاهم، لأن الناس يعتبرون المريض المصاب بالجدري خادمًا للشيطان.

“إنه ليس وباءً، إنه زكام …  …  . ”

اقتربت منهم لوسينا من أجل الشرح بشكل اوضح، ولكن الحرارة احكمت قبضتها على خلايا رأسها وأصبحت عيناها تدور.

“آه!”

عندما تعثرت لوسينا ، صرخ الجنود وهربوا،لكن هاكان امسك لوسينا ليمنعها من السقوط.

“ايها الملك!اترك يدها! ”

مرتعبة من الصياح المدوي شدت  لوسينا قبضتها على ذراع هاكان.

كانت هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها هاكان توران منفعلاً للغاية،  لقد كان رجلاً لم يفقد رباطة جأشه يوما على الرغم من أنه كان قائدا صارمًا جدا مع الجنود،لكن نظراته المرتعبة تجعله الآن يشك في أنه نفس الشخص الذي  يعرفه،.

“يجب إعادتها إلى بارونية بيرج،وإلا فإني سأتعامل مع هذا الأمر  بهدوء” .

هو سيعيدها ؟لكن مالذي سيتعامل معه بهدوء؟ لم يكن هذا توران الذي تعرفه لوسينا، ففي عينيه كانت ترى نظرة تهديد بالموت،غمرها شعور بالإحباط والإستياء،كان سيكون من الجيد أن تتمكن من توضيح سوء فهمهم من خلال التحدث جيدًا،لكن للأسف ذلك لم يكن سهلا عليها ،وحتى لو استطاعت القول إن ماتعانيه ليس وباءاً والبقع بسيطة للغاية وغير معدية، فلا يبدو أنهم سيصدقون ذلك على اية حال.

“لا،لا…لاتفعل  …  ! ”

جفلت لوسينا بعنف ونظرت إلى هاكان.

“ألا تعرف مدى فظاعة الجذري؟ لو كان هناك مريض واحد فقط ، يمكن لجميع التيار أن يموتوا “.

على وقع مناشدات توران المتكررة ، نظر هاكان إلى لوسينا بمرارة،عندها فقط شعرت بالندم،لقد كان عليها أن تشفي وجهها بدلاً من الاستماع إلى بوكا،هي لم تتوقع قط أن تصبح حياتها فجأة على المحك لهذا السبب، لكن مع هذا كانت العودة إلى منزل البارون مرعبة أكثر من الموت بالنسبة لها،وهي تفضل الموت هنا على ذلك.

‘دعنا نتعافى الآن، لا يهم إذا تم اكتشاف قدرتي من قبلهم أم لا، أنا لا أحب أن يتم التخلي عني، والقتل ايضاً شيء فظيع.’

وضعت لوسينا يدها بسرعة على وجهها، لكن! …فوجئت بعيون هاكان الغريبة وخفضت يديها،كان ذلك للحظة عابرة، لكنها رات شكًا شديدًا وترددًا في عينيه،بالطبع ، نظرًا لأنهما لم يعرفا بعضهما البعض إلى مند فترة قصيرة، فهي لا تنتظر منه أن يصدق كل ماتقوله، ولكنها كانت تأمل أن يكتشف بنفسه أنها لم تكن كاذبة.

“هاكان”.

لم يجب هاكان على ندائها الحزين،بدى لها متوحشًا،وهذا جعل رغبتها في التفسير تختفي  كما لو أن مياه الأمطار جرفتها وأغرقتها،في المقابل شعرت بالفضول، أرادت أن تعرف مالذي قصده حينها بقوله بأنه سيحميها حتى الموت،و أرادت ان تعرف ايضا اي رجل هو وأي نوع الأزواج  سيكون معها.

 

نهاية الفصل 9

 

ترجمة / انفاس الفجر& Nirach

 

الوسوم: read novel رواية kidnapped bride الفصل 09, novel رواية kidnapped bride الفصل 09, read رواية kidnapped bride الفصل 09 online, رواية kidnapped bride الفصل 09 chapter, رواية kidnapped bride الفصل 09 high quality, رواية kidnapped bride الفصل 09 light novel, ,

التعليقات