Predatory Bride
الفصل 10
‘هل تصدقني؟ أم ستقتلني؟ ‘
نظرت لوسينا إلى هاكان بحزن ، لكن فمها لم ينطق بتلك الكلمات،و لم تستطع قول أي شيء آخر،أرادت ان توضح له أن لون شعرها الأصلي كان فضياً،وأن ملك بريون يحب الشعر الأشقر لهذا قامو بصبغه، وبسبب ذلك ظهر طفح جلدي على وجهها، وأن سبب الحمى كان هو إصابتها بنزلة برد بعد تعرضها للمطر بالأمس، وعلى الرغم من أنها لا تجيد التحدث، أرادت أن تبذل قصارى جهدها في الشرح لكنها للأسف لم تستطع،لكن صوت هاكان أتى ليخرجها من بؤسها ويمنحها فرصة أخيرة.
“لوسينا”.
“نعم.”
“أخبريني هل انتِ مريضة؟ ”
أراد هاكان أن تشرح لوسينا حالتها بشكل صحيح، حتى بالنسبة اليه، لم تكن حالتها توحي بأنها نزلة برد بسيطة، كانت رقبتها حمراء كما لو كانت مصابة بالحمى الشديدة، وغطت البقع الحمراء وجهها بالكامل، إذا أصيبت لوسينا بالجدري ، فإن المأساة لن تكون بعيدة، ستكون حياة توران ورجاله ، وكذلك هو،وكل الذين سافروا واختلطوا معها على المحك، علاوة على ذلك ، إذا دخلت أرض تيار وهي مصابة بالعدوى فلا يمكنه ضمان سلامة الناس، فالطاعون قاس كالحرب ولا يميز بين الأخيار والأشرار، كما أنه يدمر كل شيء بغض النظر عن الجنس أو العمر أو الحالة، بمجرد أن ينتشر لا يوجد هناك أي حلول سوى طلب الرحمة فلا يوجد علاج،ومسألة الحياة والموت تبقى بيد الإله، لذا كانت إجابة لوسينا مهمة للغاية بالنسبة له…
قرأت لوسينا تعابير وجه هاكان الجادة، وعرفت ما يقلقه ونوع الإجابة التي يريدها، لذا عليها أن تخبره بالحقيقة ولن تخفي عنه أي شيء.
بعد التقاط أنفاسها ، نظرت لوسينا مباشرة إلى هاكان، لكن المشكلة كانت أنها لم تتمكن من التواصل البصري معه بعينيها حتى لبضع ثوان،فهو شخص دو هالة مهيمنة تجعل الناس يشعرون بالإرتباك،لكن لا يزال يتعين عليها ان تقول له الحقيقة، وإلا فسيكون عليها الاستسلام لمصير العودة إلى جحيم البارونة، أو يمكنها فقط الموت هنا بسيف توران.
“لقد قامو بتلوين شعري منذ فترة … طلبت مني امي شراء الحناء ، لكن الخادمات سرقن المال، لكن تلك الخلطة تحتوي على جذر الشوكران … … بسببه الطفح الجلدي على الوجه… … . لكني انا بخير حسنًا ، لقد أمطرت أمس “.
أخبرته لوسينا قصة الطفح الجلدي على وجهها بترتيبها الخاص، ومع ذلك ، بدأت الكلمات تلتف وأصبحت فوضوية،ووصل الأمر بها لدرجة أنها لم تعد تستطيع حتى سماع ما كانت تقوله.
بطبيعة الحال ، لم يتحسن تعبير توران ورجاله على الإطلاق،وهزوا رؤوسهم بإنكار،فبالنسبة لهم لم يكن تفسير لوسينا مقنعًا على الإطلاق،في المقابل استمع هاكان، باهتمام إلى كلمات لوسينا.
“الا تقولُ أشياء غريبة، يصعب حتى فهمها؟ هي ليست مريضة بالجدري؟ ألا تعرف ايها الملك العظيم خطورة هذا المرض؟ نحن بحاجة إلى خلع ملابس لوسينا الآن،فقد يكون لديها طفح جلدي على جسمها “.
صرخ توران بشراسة في هاكان،ف الأكيد انه إذا كنت تستمع إلى شيء لا يبدو مثل الكلام الطبيعي فستشعر بالغضب…
لم تستطع لوسينا أن تشرح أكثر، لا بل هي عاجزة عن ذلك، فحتى لو أرادت الدفاع عن نفسها اكثر فستبدو وكأنها تتحدث بالهراء والأكاذيب للخروج من المأزق الذي هي فيه، لذا لا أحد سيصدقها..
‘حمقاء،ألا يمكنكِ التحدث حتى بشكل صحيح؟نهرت لوسينا نفسها وقد سئمت من تلعثمها،ففي نظرها لا توجد حمقاء مثلها في هذا العالم،فهي لم تعبر يوما بالكلام عن أفكارها ومشاعرها طوال حياتها، حتى عندما تضربها البارونة ، كانت تتحمل دون أن تستطيع التعبير عن ألمها،وإذا بكت تتعرض للضرب من جديد، وإن هي قالت شيئًا خاطئًا تُحرم من الطعام لتتضور جوعا كعقاب، وإذا مرضت غالبا ماكانت تُرمى في قبو مليء بالفئران…
لكن هذه المرة تحدثت مطولا … ومع ذلك ، كما هو متوقع ،ظهرت أمامهم كمرأة خرقاء لا تستطيع حتى التحدث بشكل صحيح، حاولت ألا تبكي، لكنها كانت محبطة وحزينة جدا على حالها المزري، فغرقت في البكاء المرير.
“لوسينا ، انظري إلي.”
خفض هاكان رأسه ونادى على لوسينا الباكية ، لكنها انتحبت فيما كتفيها الصغيران يرتعشان،بدت خائفة من اقترابه منها، وقد تراجعت ببطء للخلف،فهي متأكدة بأنه بغض النظر عما ستقوله لن يصدقها.
لم يتحمل هاكان وضعها،فمد يده نحوها.
“أوه!لا،لقد كنتُ مخطئة،لا تضربني! ”
انهارت لوسينا جاثية على ركبتيها وقد غطت رأسها بذراعيها وهي تبكي،قبل أن تشبك اصابعها ضامة يديها في وجه هاكان وهي تنتحبُ بتوسل:
“كنتُ مخطئة، أرجوكَ لا تقتلني”.
لا تضربني؟لم يقصد هاكان ضربها بيده كان يحاول فقط الإمساك بها، لكن يبدو أنها أساءت فهمه وأعتقدت انه سيضربها.
أمسكَ هاكان يد لوسينا الباكية ورفعها لتقف.
“جلالتكَ! لا تلمسها!”
صرخ توران من الخوف، وصرخ رجاله أيضا.
“أُصمت!الا تستطيع فقط أن تصمتْ! ”
صاح هاكان بشكل مرعب في توران.
ارتجف جسده وهو يشد على أسنانه.
“لوسينا ، انظري إلى،انا لا أقصد أن أضربكِ “.
أطلق هاكان تنهيدة طويلة وقمع غضبه ، ثم أمسك وجه لوسينا بكلتا يديه،عليه أن يستمع لما تريد قوله، لأنه وعدها بذلك،واذا تراجع الآن حتما سينتهي أمرها.
نظرت إليه لوسينا بوجه ملطخ بالدموع، على الرغم من أن رؤيتها كانت ضبابية ، إلا أنها شعرت بمدى جدية هاكان.
“هل أصبتِ بنزلة برد من المطر أمس؟هل هذا هو سبب إصابتكِ بالحمى؟ ”
عندما طلب هاكان من لوسينا تأكيد كلامه، أومأت برأسها وهي تبكي، هي أرادت أن تقول ذلك ، لكنها كالعادة تلعثمت مثل الخرقاء.
“أنا أصدقكِ.”
“هاه؟”
اعتقدت لوسينا أنها سمعت خطأ، هل هو حقا يؤمن بها؟..
دون تضيع مزيد من الوقت في استجوابها، استدار هاكان ممسكًا بيد لوسينا.
“جلالتكَ!يجب أن نتخلص من لوسينا! ”
احتج توران مرة أخرى بعنف،وسد طريقه، لكن في تلك اللحظة بالذات لكم هاكان توران على وجهه،كانت الضربة شديدة لدرجة أن هذا الأخير طار في الهواء وارتطم بمياه النهر،فعلى الرغم من امتلاكه جسمًا ضخمًا ، لم يكن قادرًا على مجابهة قوة هاكان الوحشية،أخيرًا سحب الملك سيفه ووجهه إلى حلق توران.
“هل تتجرأ على مهاجمة لوسينا؟؟هل تريدني ان أقطع حلقك الآن؟ ”
مع ضهور اللهب الأحمر خلف ضهر هاكان ، أحنى جميع رجاله بمن فيهم توران رؤوسهم، بالطبع، دُهِشت لوسينا أيضًا بالمشهد الغريب فكيف لإنسان ان ينفث النار من جسمه؟ لربما تكون عينيها مخطئة لأنها بكت كثيراً،لذا استمرت في فرك عينيها.
“مولاي !اغفر لي!”
شعر توران أنه ورجاله قد ارتكبوا ذنبا عظيماً،فطالما اختار ملكه لوسينا كرفيق له،كان يجب عليه أن يحترمها حتى النهاية، ولكن على وقع أزمة الجدري اليائسة، فقد عقله وتجاوز حدوده.
“لقد ارتكبت خيانة عظمى.”
توسل توران مرارًا وتكرارًا للمغفرة، لقد نسي للحظة انه يمكن أن يموت على يدي هاكان أسرع من الموت بالطاعون.
عندما وثق ملكه في لوسينا ،كان يجب عليه أن يتبعه بدون جدال،لقد كاد بتصرفه الأرعن هذا أن يتسبب في استدعاء هاكان لهيئته الحقيقية.
غمرت الدموع عيون لوسينا،و تساءلت عما إذا كانت قد رأت الأمر بشكل خاطئ!! فتحت عينيها على مصراعيها ونظرت مرة أخرى،ومع ذلك ، لم يعد هناك المزيد من النيران تندلع من جسد هاكان،على ما يبدو ، رأى شيئًا ما عبثًا في غضبه المرعب. لكن المفاجأة لم تنتهي عند هذا الحد…
حمل هاكان لوسينا بين ذراعيه وذهب بعيدا يتبعه توران ورجاله.
‘لقد وثقت بكلماتي!على الرغم من أن الجميع يقول إنني غير صادقة، لماذا تصدقني انا وتكذبهم هم؟كيف يؤمن بحمقاء لا تستطيع حتى تقديم تفسير مقنع للدفاع عن نفسها!!…لا أستطيع تصديق ذلك على الفور،فهاذه هي المرة الأولى مند ولدت التي اجرب فيها هذا الشعور،فلم أتخيل يوما أنه سيكون هناكَ شخص سيستمع إلي ويصدقني.
وخز رأس لوسينا من الألم .
من الجيد أنني لم أضطر إلى العودة إلى قصر البارونة ولم أتعرض للقتل بشكل بائس ، لكن قلبي كان ينبض بشكل غريب، كان من المعهود لي أن يتم إنكار وجودي ويتم التخلي عني في نهاية المطاف، لكن! فجأة تم الاعتراف بي.
“توران ، قسِّم الجيش وأرسله إلى منطقة بيرج، لقد حنثو بوعدهم وحاولو اختطاف لوسينا، لذا لابد من معاقبتهم،لا يجب ترك نملة واحدة على قيد الحياة في ذلك المكان”.
“نعم يا صاحب الجلالة.”
محاولة اختطاف لوسينا عبر ارسال مملوكين وهمين هو استفزاز واضح واستهزاء بملك تيار العظيم،وهكان لن يسمح لهم بالعيش بعد هذا، وأيضا هو سيجعل من بارونية بيرج مثالاً يبين به لملكِ بريون نوع الكارثة التي ستحدث إذا فكر في لمس شبر من تـيار.
“هاكان”.
استدارت لوسينا نحو هاكان برعب،هل سيدمر بارونية بيرج؟ هل يقول أنه سيقتل حتى القرويين الأبرياء؟
“سكان الإقليم أبرياء …لماذا؟”
كان يجب أن أطلب منه أن يعاقب البارونة وبيرين فقط وألا يقتل الأبرياء ، لكن الكلمات اختلطت مرة أخرى، ومع ذلك ، فهم هاكان على الفور ما كانت لوسينا تحاول قوله.
“نعم امحيهم كلهم، ولا تدع نملة واحدة تعيش “.
أفهم ماتريد قوله لي، لكنني لن أستمع إلى طلبها، بالإضافة إلى ذلك ، كان لابد من نقش لوسينا بعمق.
“سأُري الجميع حجم الدمار الذي سيلحق بمن يتجرأ على الكذب علي او يفكر في طعني من خلف ظهري.”
هاكان كان يتحدث إلى توران ، لكن عينيه ظلت على لوسينا،بالتأكيد هو يصدقها ولكن!
كان ذلكِ مجرد تنبيه لها فحتى هي يجب أن تكونَ مستعدةً لما سيكون عليه مصيرها إذا كذبت عليه،لذا عليها ان تتحمل مسؤولية كل كلمة تقولها له.
كانت لوسينا عاجزة عن الكلام عند تحذير هاكان، إنه لأمر مخيف أن ترى القرويين الأبرياء يعانون،لكن هذا لم يكن الوقت المناسب لإبداء قلقها، وعلى كل حال بماذا سيفديهم قلقها؟…. لم تقل لوسينا شيئًا أكثر من ذلك، فقد كانت خائفة من هاكان،الذي أمر بعقوبة قاسية… هو الآن يمسكها بين ذراعيه،ولا يمكنها ان تعرف مطلقا متى سيتم الإلقاء بها في النهر كما حصل مع توران قبل قليل.
*ركض هاكان بالحصان فيما لوسينا جالسة أمامه.
رجل اختار ان لا يشك وقرر أن يؤمن بها،وعلى الرغم من اشمئزاز الآخرين بسبب بشاعة بثور وجهها القبيح ، لكنه ببساطة لم يهتم بذلك.
ثبتت لوسينا جسدها بقوة على الحصان حتى لا تسقط .
شعرت بالارتياح بسبب صلابة جسده على ظهري… لم أجرؤ أبدًا على الإتكاء على أي شخص في حياتي ، ولم يستمع إلي أحد بجدية، لذلك كنت فضولية ما الذي سمعه وجعله يؤمن بي رغم كلامي المتلعثم؟.
“هاكان،.. أشكرك على ثقتك … …”
“… … ؟ ”
“اوه.”
تعثرت وتلعثمت مرة أخرى مثل البلهاء،عادة عند هاذه النقطة يبلغ استياء من يستمع اليَ ذروته، لكن هنا وعلى الرغم من تعثري بالكلام إلى أن تعبير هاكان لم يتغير، لو كان مثل البارونة، لكان صفعني ثلاث أو أربع مرات.
“على الزوج أن يثق بزوجته”.
“هاه؟ ”
“لأن الإيمان بكِ يعني الإيمان بي.”
كان لكلماته صدى كبير في قلب لوسينا، مع هذا، الإيمان ليس شيئًا يمكنها التصديق انه يصدر من فم كائن مفترس كـ هاكان، ولكن! لما كلماته أثرت بها وبقوة ؟..
“… … !
كان الشعور بالإثارة يندفع مثل الموجة الساحقة ليجرفها بعيدا نحو شاطئ السعادة ، خفق قلبها بينما كان الحصان يركض، في تلك اللحظة،نظرت لوسينا إلى يد هاكان الكبيرة التي تمسك خصرها بإحكام،قبضت عليها بشدة لتحمي نفسها من السقوط.
فجأة اضطرب قلبها وتسارعت نبضاته،ارتعبت وصرخت ،كان هناك شعور بالخوف ولكنه كان ممزوجا بشيء اخر غير مفهوم، اختلطت عليها مشاعرها المربكة ولم تعرف معناها،لذا أرادت ان تتحقق .
أسندت لوسينا ظهرها ببطء على صدر هاكان.
أردتُ أن أعرفَ ما إذا كان هذا هو الشخص المناسب لي،على الرغم من أنه كان زواجًا قصريا، فهل يمكنني الاعتماد عليه أو الوثوق به كزوجي؟ كنتُ أتطلع إلى كيفية استمرار حياتي التي سلبها…..
نهاية الفصل العاشر.
Predatory Bride
ترجمة/انفاس الفجر&Nirach
يتم ترجمة الرواية من اللغة الكورية للعربية ♥️دمتم سالمين

التعليقات